صحيفة "الأنباء" الكويتية تنشر "وصية" بن لادن: مقتلي نتيجة خيانة وغدر والأمة تتفرج على المشهد الدامي كمن يتفرج على فيلم للتسلية
نشرت صحيفة "الأنباء" الكويتية ما قالت إنها "وصية" زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، الذي أٌعلن عن مقتله أمس في عملية للقوات الأميركية على مقره قرب العاصمة الباكستانية، مشيرة إلى أن الوصية تعود لتاريخ 14 كانون الأول 2001، أي بعد نحو 3 أشهر من تفجيرات أيلول في الولايات المتحدة الأميركية. وتقع الوصية في 4 صفحات، مكتوبة على الكمبيوتر، وموقعة بيد بن لادن. وبرز فيها توقعه أن يأتي مقتله نتيجة خيانة وغدر المحيطين به. أما أبرز ما تضمنته وصيته لزوجاته بـ"عدم الزواج من بعده"، ولأولاده بـ"عدم العمل في القاعدة والجبهة". واعتبر بن لادن في وصيته إن "هجمات 11 ايلول كانت الضربة الثالثة من الضربات المتصاعدة التي تلقتها أميركا. أولاها عند تفجير المارينز في لبنان. وثانيتها تفجير سفارة أميركا في نيروبي التي انطلق منها الغزو الأميركي للصومال، حيث قتل من إخواننا 31 ألفاً تحت راية الأمم المتحدة". كما جاء فى الوصية "لقد حزّ في نفسي ونفوس إخوتي المجاهدين أن رأينا أمتنا في مشارق الأرض ومغاربها تتفرج على أميركا تسوم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان سوء العذاب، والأمة تتفرج على المشهد الدامي كمن يتفرج على فيلم للتسلية. علة العلل في بلاء أمتنا هو خوفها من الموت في سبيل الله حتى طلبة الدين "أي طالبان" لم تصمد منهم إلا قلة قليلة، أما الباقون فاستسلموا أو فروا قبل لقاء العدو". وأضاف بن لادن "اليوم قعدت الأمة عن نصرتنا ونصرة المخلصين من طلبة الدين الذين أقاموا أول دولة إسلامية في أفغانستان طبقت شرع الله، ويكفي على ذلك دليلاً حقد أمريكا على طلبة الدين وقوانينهم الأساسية. إنها بالتواطؤ مع عملائها في تحالف الشمال وحكومات أخرى، الذين جندوا مخابراتهم في خدمة أميركا وبريطانيا والغرب الكافر، ألغت القوانين الأساسية التي سنتها حكومة طلبة الدين، فألغت الحجاب وإرخاء اللحى وأعادت عادات التشبه بالكفار. الأمة بعلمائها الذين يهدونها سواء السبيل، وعلتنا اليوم هي أن علماء الأمة تنكروا لرسالتهم في إرشاد الأمة، لقد بلغ ضلالهم وتضليلهم درجة لا يصدقها المسلم، فقد جاءوا إلى أفغانستان لصد علمائها عن تحطيم الأوثان البوذية لكن علماء طلبة الدين الأفاضل ردوهم خائبين". وتوجه إلى "شباب الأمة" بالقول: "إحرصوا على الموت توهب لكم الحياة، واستمعوا للقلة من علماء الأمة المتمسكين بالحاكمية والبراء والولاء والمعادين لمن يوالون أعداء الأمة، الذين أخذوا أفكار البشر الوضعية وعادات وانحرافات الأمم الجاهلية، مثل الاقتراض من المصارف الربوية وقوانين الجنايات والمعاملات والتأمينات العلمانية والسماح بتأسيس الأحزاب والنقابات والجمعيات النسائية والإنسانية، وجميعها بدع مرفوضة بإجماع علماء السلف والخلف". بينما خصّ زوجاته بوصية واضحة قال فيها "جزاكم الله عني خيراً. فقد كنتن لي بعد الله سبحانه وتعالى خير سند وخير معين من أول يوم كنتن تعرفن أن الطريق مزروع بالأشواك والألغام. تركتن نعيم الأهل واخترتن بجانبي شظف العيش. كنتن زاهدات في الحياة معي فازددن فيها زهداً بعدي، ولا تفكرن في الزواج، حسبكن رعاية أبنائنا وتقديم التضحية والدعاء الصالح لهم". ولأبنائه قال: "أما أنتم يا أبنائي.. سامحوني لأني لم أعطكم إلا القليل من وقتي منذ استجبت لداعي الجهاد. لقد حملت هم المسلمين وهم قضاياهم. لقد اخترت طريقاً محفوفاً بالأخطار وتكبدت في ذلك المشاق والمنغصات والغدر والخيانة، ولولا الخيانة لكان الحال اليوم غير الحال والمآل غير المآل. أوصيكم بتقوى الله فإنها أثمن زاد في الحياة الدنيا، وأوصيكم بعدم العمل في القاعدة والجبهة، أسوة بما أوصى به سيدنا عمر بن الخطاب ابنه عبدالله، رضي الله عنهما. فقد نهاه عن تولي الخلافة. إن خيراً فقد أصبنا منه، وإن كانت شراً فحسب آل الخطاب ما ناله منها عمر". وفي النهاية وقع بن لادن على الوصية باسم "أخوكم أبو عبدالله أسامة بن محمد بن لادن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
إترك تعليقك هنا