رحّب رئيس حزب “الاتحاد” الوزير الأسبق عبد الرحيم مراد بالمصالحة الفلسطينية بين حركتي “فتح” و”حماس” باعتبارها مكسباً كبيراً بحدّ ذاتها، معرباً عن خشيته في الوقت نفسه على مصير الثوابت الوطنية ومتسائلا عن القواعد التي أسّست لهذه المصالحة، مشدداً على أنها لا تزال غير واضحة حتى الآن.
وفي حديث خاص لـ”النشرة”، أعرب مراد عن اعتقاده بأنّ لا حكومة في لبنان في المدى المنظور، معتبراً أنّ مبادرة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة أمر واقع فيها نوع من المخاطرة، مشيراً إلى أنّ الخلافات الداخلية قد تكون للتغطية على الضغوط الخارجية والشروط التي توضَع لمنع تشكيل الحكومة.
النصوص لا تكفي
مراد أكد وجود ترحيب عربي شامل بالمصالحة الفلسطينية، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ النصوص لا تكفي بل النفوس والمضمون، متسائلاً عمّا إذا كانت المصالحة قد أسّست على قاعدة مقاومة الاحتلال والثوابت الوطنية.
وإذ لفت مراد إلى أنّ مضمون المصالحة لا يزال غير واضح حتى اللحظة، قائلاً أنّ “يدنا على قلبنا في ما يتعلق بهذه القضايا”، أشار إلى أنّ المصالحة تتضمّن مشروع دولة فلسطينية كما يروّج لها الأميركيون، معرباً عن خشيته أيضاً على موضوع توطين الفلسطينيين. وسأل: “هل نرضى بالتوطين؟ هل نرضى بالمستوطنات أم نرفضها؟ هل نرضى بالقدس مقسّمة؟”.
وأكد مراد أنّ المصالحة الفلسطينية هي مكسب كبير بحدّ ذاتها، متمنياً أن لا تكون شكلية بل فعلية خصوصاً أنّ مهمات كبيرة واستحقاقات جوهرية تنتظر الفلسطينيين في المرحلة المقبلة لمواجهة المشروع الأميركي خصوصا تجاه تحديد أي دولة وأي صلاحيات يريدون. وتمنى أن تكون العديد من النقاشات قد جرت قبل التوقيع على المصالحة لكي لا تبقى حبراً على ورق.
تنسيق سوري مصري مثمر
وتطرق مراد إلى الغضب الاسرائيلي من هذه المصالحة، معتبراً أنه يبشّر بالخبر ويؤكد ضرورة تأييدها والسير بها إلى الأمام، في إشارة إلى اعتبار إسرائيل للمصالحة موقفاً عدائياً. وقال: “ما دامت إسرائيل منزعجة من هذه الأمور، فهذا يعني أنها أمور إيجابية”.
وتحدث مراد عن نوع من التنسيق السوري المصري أثمر المصالحة الفلسطينية، لافتاً إلى أنّ مدير المخابرات المصري الجديد نسّق مع سوريا في جهوده وأنّ سوريا لعبت دوراً أساسياً وساعدت لتحقيق المصالحة، مؤكداً أنّ دخول سوريا ومصر على خطّ أيّ قضية في المنطقة يساهم بحلها.
وفيما اعتبر مراد أنّ التغيير الذي حصل في مصر بعيد خلع الرئيس حسني مبارك ساهم في إنضاج المصالحة، لفت إلى أنّ سوريا لعبت دوراً أساسياً على هذا الصعيد وخطت خطوة إيجابية، موضحاً أنّ مشاركة الفصائل الفلسطينية التي تتّخذ من دمشق مقراً لها تشكّل دليلاً على الدور الذي لعبته سوريا.
سوريا ستعود أقوى مما كانت
على الصعيد السوري، أعرب مراد عن اعتقاده بأنّ الاستقرار سيعود إلى سوريا وأنّ سوريا ستعود أقوى مما كانت عليه في السابق.
وأشار إلى أنّ الأنظار ستتجه إلى سوريا غداً باعتبار يوم الجمعة بات اليوم الأساسي لمن يدعون للتحركات إضافة إلى أنه يصادف أيضاً مع عيد الجلاء. لكنه لاحظ أنّ سوريا استطاعت استيعاب الأمور في ما يتعلق بدرعا، معتبراً أنّ سيناريو درعا سيعمّم ليتمّ تنفيذه في أي مدينة أخرى.
وأعرب مراد عن ثقته بأنّ السوريين قطعوا شوطاً كبيراً لتدعيم الاستقرار على الصعيد الأمني، متحدثاً عن تقدم يتخطى نسبة الستين بالمئة على هذا الصعيد، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ الحكومة تواصل وسط كل ذلك العمل على تنفيذ برنامج الاصلاحات الذي وعدت به.
حكومة الأمر الواقع فيها “مخاطرة”
لبنانياً، استبعد مراد تشكيل حكومة في الأفق المنظور.
وأيّد الوزير السابق كلام رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون عن “خطورة” حكومة الأمر الواقع، مستبعداً مبادرة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لخطوة من هذا النوع، موضحاً أنّ حكومة الأمر الواقع “فيها نوع من المخاطرة”.
وأكد مراد أن لا اتفاق حتى الساعة على وزارة الداخلية، متحدثا عن عناوين سجالية أخرى بغض النظر عن الخلاف على الداخلية. لكنه رأى أنّ الخلافات الداخلية قد تكون للتغطية على الضغوطات الخارجية والشروط التي يتعرّض لها رئيس الحكومة المكلف لعدم تشكيل حكومة في الوقت الراهن.
ورداً على سؤال عن العلاقة برئيس الحكومة المكلف خصوصاً في ضوء ما نسبه إليه موقع “ويكيليكس” من تصريحات على غرار توصيفه لـ”حزب الله” بالورم السرطاني، أشار مراد إلى أنّ “الاخوة في حزب الله سامحوا ميقاتي على كلامه باعتبار أنّ الزمن مرّ عليه”، لافتاً إلى أنّ هذا الكلام أتى في ظروف معيّنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
إترك تعليقك هنا